في مهرجانها الحاشد ببيت لحم بمناسبة ذكرى انطلاقتها الـ40.. الشعبية تدعو إلى إعادة الاعتبار للوحدة الوطنية
دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى إعادة الاعتبار للوحدة الوطنية و دور منظمة التحرير الفلسطينية استناداً لوثيقة الأسرى و اتفاق القاهرة، و طالبت حركة حماس بالعودة عن حسمها العسكري وتسليم المقرات و المؤسسات و الدوائر الرسمية إلى الرئيس محمود عباس والسلطة الفلسطينية.
جاء ذلك خلال المهرجان الجماهيري المركزي الحاشد الذي نظمته الجبهة الشعبية في المحافظة في قاعة الفينيق بمخيم الدهيشة بمناسبة انطلاقتها الأربعين بحضور ممثلي وفعاليات القوى و الفصائل والأحزاب الوطنية والإسلامية والنائبين عيسى قراقع ومحمد خليل اللحام و الدكتور فكتور بطارسة، وقائد شرطة محافظة بيت لحم العقيد داود أبو غيث، والعقيد غسان زيدان ممثل قائد منطقة بيت لحم والعديد من رؤساء وأعضاء المجالس البلدية والهيئات المحلية والمؤسسات والفعاليات المجتمعية وأهالي الشهداء والأسرى والمبعدين والجرحى وقيادات و كوادر وأعضاء وأنصار الجبهة وحشد كبير من المواطنين، من مختلف أنحاء المحافظة.
وفي بداية المهرجان الذي أدار عرافته الرفيق محمد بريجية وقف الحضور دقيقة صمت إجلالاً وإكباراً على أرواح الشهداء، و من ثم النشيد الوطني الفلسطيني.
وقال بدران جابر القيادي في الجبهة الشعبية الذي ألقى كلمة الجبهة بهذه المناسبة أن أربعون عاماً من النضال التضحيات والتأكيد على البعد الوطني والقومي والأممي لنضال الشعب الفلسطيني العادل، قدمت فيها الجبهة آلاف الشهداء و الجرحى والأسرى الذين كانوا جنباً إلى جنب و يداً بيد مع عشرات الآلاف من أبناء شعبنا على اختلاف انتماءاتهم السياسية والفكرية والتنظيمية رموزاً للعطاء و التضحية يؤكدون تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه في الحرية والاستقلال و العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة.
ودعا جابر إلى تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية و إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية استناداً لوثيقة الأسرى واتفاق القاهرة، وطالب حركة حماس العودة عن حسمها العسكري وتسليم المقرات والمؤسسات الرسمية التي استولت عليها إلى السلطة الفلسطينية.
وانتقد حملات الاعتقال والملاحقة و أشكال التعذيب التي تمارس من أجهزة حماس في قطاع غزة كما انتقد حملات الاعتقال التي تقوم بها أجهزة الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية.
وأكد أن الاقتتال غريب عن شعبنا ومسيرته الوطنية، وهو جريمة لا يمكن تبريرها، وهو ما ينطبق على ما جرى في قطاع غزة من اقتتال خلال الأشهر الماضية أوصلته حركة حماس بحسمها العسكري وإحكام سيطرتها على قطاع غزة إلى حالة كرست الانقسام ومعاناة شعبنا، مشدداً على أن الحوار الوطني الشامل والشراكة والتعددية السياسية والفكرية هي الطريق الوحيد لحل التناقضات الداخلية.
وندد بجرائم الاحتلال وسياساته الاستيطانية وجدار الفصل العنصري وإجراءاته المستمرة من اعتقال وقتل وتدمير وحصار للشعب الفلسطيني، ومحاولاته لشطب حق العودة بإصراره على الاعتراف الفلسطيني العربي بيهودية دولة الاحتلال والعدوان، داعياً إلى التمسك بالثوابت الوطنية وعدم التنازل عنها، ورفض كل
المشاريع التي تستهدف تقويض مراكز المقاومة والصمود والمانعة العربية والإقليمية. و إضعاف المسؤولية الأخلاقية والقانونية والإنسانية والسياسية عن القضية الفلسطينية التي تضطلع بها الأمم المتحدة و منظماتها الدولية على مدى أكثر من ستة عقود.
وفي نهاية كلمته عاهد جابر الشعب الفلسطيني أن تبقى الجبهة مخلصة لمنهج الرفيق المؤسس جورج حبش والرفيق الأمين العام أحمد سعدات المعتقل في سجون الاحتلال والشهيد أبو علي مصطفى وقادة شعبنا الشهداء والأسرى حتى التحرير والانتصار، مؤكداً أن شعبنا سيبقى وفيا لدماء الشهداء ومعاناة الأسرى والجرحى و المبعدين ولمنظمة التحرير الفلسطينية وحقوقه وفي مقدمتها حق العودة إلى دياره وأرضه السليبة.
وأشاد جورج عادل في كلمته باسم القوى و الفصائل الوطنية والإسلامية في المحافظة بدور الجبهة الشعبية التاريخي في قيادة مسيرة الشعب الفلسطيني وفي الدفاع عن حقوقه في الحرية والاستقلال والعودة.
وقال إن ما جرى في قطاع غزة من قبل حركة حماس تسبب بضرر كبير لقضيتنا الوطنية، وما زال يهدد مستقبل شعبنا الفلسطيني، موضحاً أن حركة حماس ضربت بعرض الحائط كل الأعراف والقوانين وتعدت على الحريات الديمقراطية وانقلبت على الشرعية وبدل توجيه أسلحتها نحو الاحتلال قامت باحتلال المؤسسات الوطنية و قار الأجهزة الأمنية والنقابات العمالية والمؤسسات التعليمية.
وبّين أن الطريق للخروج من هذا المأزق يتطلب من حركة حماس أن تتراجع عن انقلابها وأن تقوم بتسليم جميع المقرات الأمنية التي سيطرت عليها للشرعية الفلسطينية، وأن تتوجه للحوار الوطني الذي يستند إلى وثيقة الأسرى واتفاق القاهرة.
وألقى النائب عيسى قراقع كلمة باسم أهالي الشهداء والأسرى والجرحى و المبعدين خاطب فيها الأمين العام للجبهة في سجنه الرفيق أحمد سعدات وقال: " أربعون عاماً أم أربعون سجناً، و لا زلت تراهن على اكتمال الذاكرة والعبور من ليل الضوء إلى ضوء الليل، رافضاً أن تكون مجرد شبح تطارده الذكريات وأقلام تجيد الكتابة عن النسيان".
و منذ أربعين عاماً وأنت تقرأ غسان كنفاني الحي، رافضاً أن تدفن الحقيقة أو يهرب الحلم من صفيح مخيمات اللاجئين، و كأنك تملك البرهان على قوة الحق أمام حق القوة الطاغية.
كيف عشت حتى الآن... ألم يهدموا السجن فوق راسك في ليلة خسوف في أريحا لأنك رفضت أن تعيش في معازل عبداً بلا هوية و سيادة و شاطىء بحر يكتب اسمك على كل الأمواج.
وقال " لا تقويم في السجن، و لازال سعيد العتبة منذ ثلاثين عاماً يناجي الخارج، يبحث عن النقصان في النص، يملأ الفراغ في كمال العزلة".
لا هدنة بين الحرية والزنزانة... ولا زال أحمد المغربي وعيسى عبد ربه يمشيان متكبرين في زنازين العزل الانفرادي الموحشة كأنهما يمشيان في شوارع المخيم... أسرى كثيرون حولك يصونون الكرامة بالألم، لهم أسماء بقيت، وأسماء طواها الصدى.. تسمع ما وراء الجدران، تلتهم الحياة، تنتظر قراراً بالحرية والعودة
وباحتفال لا ينتهي في ليلة الميلاد و المطر.
و خلال الاحتفال ألقيت برقية من الرفيق المؤسس جورج حبش أكد فيها أن الجبهة الشعبية انطلقت في العام 1967 للدفاع عن حقوق شعبنا، و من أجل الحفاظ على الوحدة الوطنية، وأن الجبهة ستبقى وفية للأهداف التي انطلقت من أجلها، مشيراً أنها رفضت التسليم بالأمر الواقع في ظل اختلال موازين القوى لأن الحقوق لا تسقط بالتقادم.
وألقيت برقية أخرى في المهرجان من الأمين العام للجبهة الرفيق أحمد سعدات، حيا فيها المقاومة الفلسطينية و اللبنانية والعراقية، ووجه التحية والتقدير لكل شهداء الثورة الفلسطينية الذين سقطوا دفاعاً عن كرامة وحقوق شعبنا، وداعياً إلى استعادة وحدة الشعب الفلسطيني ومقاومة الاحتلال.
وألقى القيادي في كتائب الأقصى أحمد البلبول، كلمة باسم كتائب فصائل المقاومة الوطنية والإسلامية كلمة أشاد فيها بدور الجبهة الكفاحي ومقاومة الاحتلال وفي التمسك بالثوابت الوطنية، داعياً إلى تعزيز الوحدة الوطنية لمواجهة المخاطر والتحديات المستقبلية، ومعاهداً الشهداء والأسرى و الجرحى والمبعدين على مواصلة طريق التضحيات حتى النصر والتحرير.
وفي نهاية المهرجان كرمت الجبهة الشعبية العديد من الأسرى المحررين والمبعدين والمطاردين، حيث قامت لجنة التكريم بتوزيع الدروع عليهم.
وكانت الجبهة الشعبية في محافظة بيت لحم نظمت مسيرة جماهيرية حاشدة قبل المهرجان بهذه المناسبة انطلقت من أمام صرح الشهيد من مخيم الدهيشة شارك فيها المئات من قيادات وكوادر وأعضاء وأنصار الجبهة في المحافظة، و رفع المشاركون فيها الأعلام الفلسطينية واللبنانية والعراقية، وصور الشهيد القائد أبو علي مصطفى و غسان كنفاني وليلى خالد وتشي جيفارا ووديع حداد والرفيق أحمد سعدات بالإضافة إلى والرايات الحمراء والشعارات المنددة بالاحتلال وجرائمه ضد الشعب الفلسطيني.
وجابت المسيرة وسط هتافات المشاركين بالوحدة والتنديد بالاحتلال الطريق الرئيسية بيت لحم- الخليل وشوارع وطرقات المخيم وصولاً إلى قاعة المهرجان في مركز الفينيق.